هل فشلت الثورة؟
كتبهاsalah eldin salah ، في 3 سبتمبر 2011 الساعة: 15:37 م
هل فشلت الثورة ؟
هل فشلت ثورة 25 يناير ؟
الفشل ليس جديدا فى تاريخ الثورات المصرية الحديثة
فشلت الثورة العرابية وثورة 1919 وثورة 1952 فى تحقيق اهدافها
وما ثورة 25 يناير الا نتيجة لهذا الفشل فلو ان الثورات السابقة عليها حققت اهدافها ما كانت هناك ضرورة لها
ولو ان ثورة 1919 نجحت ما خرج الضباط الاحرار لتحقيق ستة اهداف كان اهمها هو ما فشلت تلك الثورة فى انجازة
غير ان مسالة فشل الثورات السابقة على ثورة 25 يناير لم تطرح الا بعد سنوات من قيامها باستثناء الثورة العرابية التى اعلن
اخفاقها سريعا فقد انجزت ثورة 1919 نتائج كانت جاهزة على الامل بمعايير تلك المرحلة وظل الاعتقاد غالبا فى انها تحقق تراكما فى اتجاة
هدفيها الرئيسيين وهما الاستقلال والدستور الى ان اخذت ملامح فشلها فى الظهور تدريجيا منذ منتصف الثلاثينيات ثم صارت واضحة بعيد
الحرب العالمية الثانية
كما ان فشل ثورة 1952 لم يبداء فى الظهور الا فى هزيمة 1967 خصوصا فى تغاضى الاغلبية الشعبية عن هدف الديمقراطية السليمة
ويختلف ذلك تماما عن ثورة 25 يناير التى بداء مثل هذا الجدل حولها قبل مرور ستة اشهر عليها وليس الصراع الذى اعيد انتاجة فى صورة اشد حدة من ذى قبل بين بعض التيارات الاسلامية واخرى ليبرالية ويسارية وقومية ثم صوفية هو الدافع الوحيد لاثارة الجدل حول حظ ثورة 25 يناير من النجاح والفشل وربما يكون شعور قطاعات متزايدة من المصريين بان اوضاعهم الان صارت اسوا مما كانت علية قبل الثورة وخصوصا على المستويين الاقتصادى والامنى اكثر دلالة على ان هذة الثورة لم تنجح فى الوصول الى قسم كبير من الشعب الذى نشبت من اجلة وقد يكون تراجع بعض الذين شاركوا فيها بشكل مباشر عن تاييدهم لها مؤشرا على انها باتت فى خطر عظيم ولا ننسى ان بعض هؤلاء نزلوا الى شوارع مصر وحملوا ارواحهم يوم 28 يناير يحركهم حلم فى حياة اكثر حرية وكرامة وعدلا وامنا
ولكن هذا الحلم اخذ يبتعد يوما بعد يوم فى ظل انتشار الفوضى وازدياد احداث العنف واختفاء المشهد التاريخى المهيب فى ميدان التحرير وغيرة من ميادين الثورة وبالرغم من ان هذا يكفى ان نعتقد بفشل الثورة فالارجح ان الاكثر واقعية لما حدث فى الاشهر الماضية يقضى الى ان النخبة بمختلف اتجاهاتها واجيالها هى التى فشلت بامتياز فى وضع هذة الثورة على الطريق الذى يحقق اهدافها فما ان سقط راس النظام حتى تفرقت بهم السبل ومضى اكثرهم فى طرق متعارضة ووضع كثير منهم مصالح احزابهم وجماعاتهم وطموحاتهم واطماعهم الشخصية فوق المصلحة الوطنية التى تفرض المحافظة على حد ادنى من الوحدة من اجل تحقيق التغيير او على الاقل الخروج من عنق الزجاجة الذى صارت مصر محشورة فيها الان
واذا كانت المرحلة الانتقالية اديرت بطريقة خاطئة كرست الفراغ المؤسسى الناجم عن عدم وجود مؤسسات مجتمعية منتخبة بشكل صحيص فقد فشلت النخبة التى انقسمت وتنابزت بالشعارات ثم بالمليونيات فى بلورة رؤية توافقية تخلق اجواء مواتية لعمل سياسى خلاق يصحح اخطاء كان ممكنا تلافيها فى وقت مبكر
ومع ذلك فليست هذة نهاية ثورة 25 يناير التى لم تفشل بعد لا تزال استعادة روحها ممكنة لانها لم تمت بل حجبت وراء ضباب كثيف يمكن ان ينقشع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق