الأحد، 8 مايو 2011

اين الحقيقة ؟



كتبهاsalah eldin salah ، في 8 مايو 2011 الساعة: 23:50 م


 نكشاف المؤامرات الصهيونية ضد الشعوب العربية 
بقلم/عبدالله علي كابع
نشر منذ: شهرين و 6 أيام
الخميس 03 مارس - آذار 2011 01:13 ص

إن ماتشهده الساحة اليمنية والوطن العربي والإسلامي من تداعيات عنيفة وثورات دموية ساخنة لقلب أنظمة الحكم فيها بصورة فوضوية متسارعة ومدمرة ليست سوى مشاهد حية لسيناريوهات متعددة في إطار مؤامرات خبيثة تم حياكتها والتخطيط لها من قبل تنظيمات شيطانية لكثير من دول التحالف الاستعمارية بمساعدة إسرائيلية وخبرات صهيونية تحت إشراف كبرى دول النفوذ المسيطرة على العالم.
فقد أدى سقوط القوة العظمى للمعسكر الشرقي الروسي وانهياره إلى سيطرة أمريكا وبسط نفوذها على كافة دول العالم وضمان مصالحها في الشرق الأوسط للحصول على متطلباتها من النفط والغاز بأقل الأسعار في الوقت الذي أدى ذلك النفوذ الأمريكي إلى تشكيل نوع من الضغوط الكبيرة على معظم الدول الأوروبية التي لجأت إلى الدخول في ائتلاف يضم معظم هذه الدول في إطار ما يسمى اليوم بدول الاتحاد الأوروبي, حيث مكنها ذلك من التصدي للنفوذ الأمريكي وإرغامه للتنازل عن شيء من الهيمنة الكلية على سوق الاقتصاد والقوة العالمية وبما يكفل لهذه الدول الحصول على متطلباتها من الإنتاج النفطي لدول الشرق الأوسط مقابل الدخول في تحالف دائم مع أمريكا باعتبارها تمثل القوة العظمى في العالم وضمان عدم التعرض لمخاطر قد تهدد مصالحهما المشتركة مستقبلاً.
وقد ترتب على اتساع النفوذ الأمريكي في الوطن العربي وانحيازها الكامل للكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين والقدس الشريف خلق تيارات إسلامية مناهضة للنفوذ الأمريكي ودعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي وتحوّلُ تلك التيارات إلى تنظيمات متطرفة ومتشددة في إطار ما يسمى بتنظيم القاعدة الذي تبنّى الكثير من العمليات الإرهابية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في الوطن العربي والعالم, واتساع خشية أمريكا من هذا التنظيم بشكل أكبر بعد أحداث أيلول سبتمبر التي أمكن خلالها لبعض خلايا من هذا التنظيم تحقيق اعتداءات فاعلة ومدمرة لكلٍ من مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاجون الأمريكي في واشنطن رغم استخباراتها وأجهزتها ومعداتها الأمنية الأكثر تطوراً في العالم الأمر الذي أدى إلى شعور أمريكا بمزيد من الخوف لتطور هذا التنظيم وقدرته على مهاجمة أمريكا في عقر دارها ووضع الكثير من الاحتمالات لما يشكله هذا التنظيم من خطورات على أمن أمريكا ومصالحها مع حلفائها في العالم, حيث باشرت إلى اتخاذ قرارات فورية وحاسمة لمحاربته والقضاء عليه من خلال القيام بإرسال قوات لا يستهان بها من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبقية الدول الأوروبية الحليفة للقبض على بن لادن زعيم القاعدة الذي كان يتمركز في كل من أفغانستان وباكستان ونظراً لما ترتب على هذا الإجراء المسلح من إسقاط للنظام الأفغاني لطالبان والنظام العراقي لصدام حسين وفرار بن لادن إلى مكان آخر مجهول, فقد أدى ذلك إلى زحف كثير من خلايا القاعدة وانتقالها إلى مواقع أخرى في العالم العربي ولقيت تلك الخلايا نوعاً من الدعم والمساندة من قبل بعض التيارات الإسلامية المتطرفة والمتشددة في هذه الدول وكان اكبر تواجد لتنظيم القاعدة قد تمركز في العراق لمقاتلة الجيش الأمريكي المنتشر هناك بعد إسقاط نظام صدام حسين.
ونظراً لقوة وشراسة تنظيم القاعدة في العراق برئاسة الزرقاوي فقد كثفت أمريكا من تواجدها العسكري هناك للقضاء على هذا التنظيم إلا أن هذا التواجد المكثف لأمريكا وحلفائها في العراق قد شكل الكثير من المخاوف والهواجس لدى النظام الإيراني الذي اخذ يعمل بشكل متسارع لتطوير ترسانته النووية بمساعدة روسية والوصول إلى درجة متقدمة من القدرة على تخصيب اليورانيوم المشع القابل للاستخدام كسلاح نووي من شأنه تهديد أمن إسرائيل ومصالح أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط التي تعوّل عليها أمريكا الكثير لتلبية احتياجاتها من النفط والغاز والتي بدأ النظام الإيراني يتغلغل فيها من خلال القيام باحتلال ثلاث من الجزر التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة ودعم المتمردين الحوثيين في صعدة بشمال اليمن للتغلغل من خلالها إلى أراضي المملكة العربية السعودية التي اضطرت إلى الدخول كطرف ثالث في الحرب الدائرة بين الجيش اليمني وعناصر التمرد الحوثية الموالية لنظام طهران وهو ما شكل كثيراً من المخاوف لدى الأمريكان من احتمال سيطرة إيران على حقول النفط في السعودية التي تعد ثاني أكبر دولة إنتاجية في العالم.
من ناحية أخرى فقد حاولت إيران التوسع في مدّ معتقداتها الشيعية في المنطقة العربية وهذا ما أدى إلى تزايد قلق أمريكا لما يشكله هذا الاتجاه الإيراني من تهديدات لمصالح أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط علاوة على ما يشكله من تهديدات خطرة على أمن واستقرار إسرائيل ومستقبلها كحليف استراتيجي لأمريكا.
لذلك فقد سعت إسرائيل في التفكير العميق للخلاص من التهديد المحتمل لإيران والخروج بمؤامرة صهيونية خبيثة لا تستهدف إيران فحسب وإنما تغيير جذري شامل لكافة الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط وإخضاعها لهيمنة وسيطرة الإدارة الأمريكية وحلفائها الداعمين لأمن إسرائيل واحتلالها الأبدي لأرض فلسطين وتشريد من تبقى من شعبها مستغلة نجاح مؤامراتها السابقة التي مكنت أمريكا من احتلال أفغانستان والعراق وتقسيم الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وإشعال الحرب الأهلية الطاحنة في الصومال وتقسيم الشعب السوداني وأرضه إلى شمال وجنوب, والخروج بمؤامرتها الجديدة المتمثلة في إحداث فوضى عارمة في المجتمعات والشعوب العربية والدفع بها إلى مواجهات دموية عنيفة وحروب أهلية مدمرة تستدعي تدخل أمريكا لفضّها بقوة السلاح والبقاء فيها لأطول فترة زمنية ممكنة من قبيل الاحتلال المبطن بشعارات ومفاهيم أخرى على نحو ما جرى ويجري في العراق الرازح تحت نير الاحتلال الأمريكي منذ عدة سنوات واستمرار بقائه هناك لاستنزاف ومصادرة ثرواته النفطية تحت مبرر الحفاظ على الأمن والاستقرار وترسيخ النظام والقانون.
يتلخص سيناريو المؤامرة الإسرائيلية في تسميم عقول الشباب العربي بأفكار مظللة تغرس فيهم روح الكراهية والعداء لرؤساء وملوك وزعماء الدول العربية وحب الانتقام منهم و القضاء على أنظمتهم السياسية وإسقاطها بدعوى أنهم متخاذلون ومتآمرين على شعوبهم لتحقيق مصالحهم الفردية وتورطهم في كثير من المؤامرات ضد شعوبهم وضد القضية الفلسطينية والترويج لهذه الإشاعات من خلال ما أطلقوا عليه فضائح “ويكليكس” التي ترتب عليها اشتعال الشرارة الأولى في تونس ومصر التي قامت أمريكا وحلفائها بممارسة الكثير من الضغوط لإسقاط تلك الأنظمة لتنتقل بعدها لإسقاط النظام العربي في ليبيا وقيامها حالياً بالتشاور مع حلفائها للتدخل عسكرياً لإسقاط نظام القذافي في ليبيا تمهيداً لاحتلالها بعد العراق لما تتمتع به من مخزون نفطي هائل والانتقال بعد ذلك لإسقاط الأنظمة العربية التي تقع شعوبها تحت تأثير المفعول المؤثر لسموم الأفكار الصهيونية التي أشاعت وروجت لها في أوساط الشباب العربي في هذه الدول وأحزابها المختلفة بواسطة الجواسيس والعملاء الإسرائيليين وعصابات الموساد المتواجدة في هذه الدول وإسقاط أنظمتها السياسية بنفس الأساليب والسيناريوهات المختلفة للمؤامرة الصهيونية التي تنفذ حرفياً في أوساط الشعوب والمجتمعات العربية بكل أسف دون تفكير أو تأمل فيها من قبل عقلاء وحكماء هذه الشعوب المتسارعة في قلب المائدة على رؤوسها ليحق عليهم قول المولى تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم) رغم أن هذه الآية الكريمة نزلت في بني إسرائيل وليس في بني العروبة والإسلام الذين أمرهم الله بالاتحاد والتآخي والتراحم بقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) فهل يرضى أي مسلم عاقل أن نخرب بيوتنا وأوطاننا بأيدينا وأيدي اليهود النصارى؟ كلا وألف كلا لهذا الجنون وهذا الغباء وهذا الجحود لأوامر الله ونواهيه.
لكي نكون أكثر إدراكا لهذه المؤامرات علينا أن ننظر ماذا صنع التغيير في تونس وماذا صنع التغيير في مصر سوى الهلاك والدمار والخسائر في المواد والأرواح, وهل انتهت المظاهرات والمسيرات والاعتصامات؟ وهل تحسنت أحوال الناس وأوضاعهم؟, وهل تحققت ثمار التغيير في تونس ومصر؟ وهل كان التغيير المنشود هو سفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير اقتصاد البلاد وخيراتها ومكاسبها؟ فوالله ما تحقق سوى ذلك لشعب تونس ومصر ولن يتحقق غيره من الأقطار العربية التي لا تحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والتي لا تحتكم إلى الشورى والحوار لما يصلح أمورنا ويجنبنا الفرقة والضعف والذل والخضوع لعداء الله والوطن وما لم نتمسّك بأوامر الله ونواهيه الواردة في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وصدق الله القائل: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) فهل نكذب كلام الله ونتمسك بكلام “ويكليكس” وأمريكا وحلفائها؟ وهل بعد هذا يمكن أن يسمح أي عربي مسلم لهذه المؤامرات الإسرائيلية الصهيونية أن تنطلي على شعوبنا وأنظمتنا العربية والإسلامية؟ إلا إذا كان من نسل يهود اليمن الذين انتقلوا إلى إسرائيل بعد هزيمة 48 ونكسة 67م. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق