الأربعاء، 1 يونيو 2011

الدولة فى الاسلام


ـ

الدولة فى الاسلام

كتبهاsalah eldin salah ، في 1 يونيو 2011 الساعة: 19:44 م


http://zoom.maktoob.com
 هل كانت الدول الاسلامية المتعاقبة تطبق مبادىء الاسلام  سواء فى طريقة توليها الحكم او تداولها السلطة او معاملتها للرعية ؟
ان قراءة التاريخ الاسلامى تحمل لنا اجابة مختلفة — فبعد وفاة الرسول صلى اللة علية وسلم  لم يعرف العالم الاسلامى الحكم الرشيد  العادل الا لمدة 31 عاما هى مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الاربعة - ابو بكر الصديق - وعمر بن الخطاب - وعثمان بن عفان - وعلى بن ابى طالب — الذين حكموا جميعا لمدة 29 عاما (11ه-40ه)ثم الخليفة الاموى عمر بن عبد العزيز الذى حكم لفترة عامين من 99 - 101 — اى 31 عاما فقط من 14 قرنا من الزمان كان الحكم خلالها عادلا رشيدا نقيا متوافقا مع مبادىء الاسلام الحقيقية اما بقية التاريخ الاسلامى فان نظام الحكم فية لم يكن متفقا قط مع مبادىء الدين - حتى خلال ال31 عاما الافضل حدثت مخالفات من الخليفة عثمان بن عفان الذى لم يعدل بين المسلمين واثر اقاربة بالمناصب والعطايا فثار علية الناس وقتلوة ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا جنازتة واخرجوا جثتة واعتدوا عليها حتى تهشم احد اضلاعة وهو ميت ثم جاءت الفتنة  الكبرى التى قسمت المسلمين الى ثلاثة فرق - اهل سنة — وشيعة — وخوارج — وانتهت بمقتل على بن ابى طالب  وهو من اعظم المسلمين وافقههم واقربهم للرسول صلى اللة علية وسلم  على يد احد الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم —- ثم اقام معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا اخذ فية البيعة من الناس كرها لابنة يزيد من بعدة ليقضى الى الابد على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ويحيل الحكم من وظيفة لاقامة العدل الى ملك عضوض
والقارىء لتاريخ الدولة الاموية ستفاجئة حقيقة ان الامويين لم يتورعوا عن ارتكاب ابشع الجرائم من اجل المحافظة على الحكم — فقد هاجم الامويين المدينة المنورة  وقتلوا كثيرا من اهلها لا خضاعهم فى موقعة - الحرة -  بل ان الخليفة عبد الملك بن مروان  ارسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لاخضاع عبد اللة بن الزبير  الذى تمرد على الحكم الاموى واعتصم فى المسجد الحرام — ولقد حاصر الحجاج مكة بجيشة وضرب الكعبة بالمنجانيق حتى تهدمت بعض اركانها ثم اقتحم المسجد الحرام وقتل عبد اللة بن الزبير  داخلة - كل شىء اذن مباح من اجل المحافظة على السلطة حتى الاعتداء على الكعبة  اقدس مكان فى الاسلام
اما الدولة العباسية  ستطالعنا صفحة جديدة من المجازر التى استولى بها العباسيون على السلطة وحافظوا عليها فقد تعقب العباسيون الامويين وقتلوهم جميعا بلا ذنب ولا محاكمة ونبشوا  قبور الخلفاء الامويين وعبثوا بجثثهم انتقاما منهم — الخليفة الثانى  ابو جعفر المنصور قتل عمة عبد اللة خوفا من ان ينازعة فى الحكم ثم انقلب على ابى مسلم الخرسانى  الذى كان سببا فى اقامة الدولة العباسية فقتلة - اما اول الخلفاء العباسيين  فهو ابو العباس السفاح  لكثرة من قتلهم من الناس ولة قصة شهيرة جمع فيها من تبقى من الامراء الامويين وامر بذبحهم امام عينية ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام واخذ ياكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الاخير ثم قال — واللة ما اكلت اشهى من هذة الاكلة قط –
اما من ناحية الالتزام الدينى  باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع فقد كان معظم الملوك الامويين والعباسيين  يشربون الخمر مع ندمائهم على الملا كل ليلة — فلسفة الحكم اذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب او بعيد بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فية عن شىء حتى لو كان الاعتداء على الكعبة وهدم اركانها - فلا يحدثنا احد عن الدولة الاسلامية الرشيدة التى اخذت بالشريعة لان ذلك ببساطة لم يحدث على مدى 14 قرنا الا لفترة 31 عاما فقط — السؤال  هنا –ما الفرق بين الحكم الاسلامى الرشيد الذى استمر لسنوات قليلة وبين ذلك التاريخ الطويل من الاستبداد باسم الاسلام ؟انة الفرق بين العدل والظلم بين الديقراطية والاستبداد –ان الاسلام الحقيقى قد طبق الديمقراطية  الحديثة قبل ان يطبقها الغرب بقرون طويلة — فقد امتنع الرسول صلى اللة علية وسلم   عن اختيار من يخلفة  فى حكم المسلمين  واكتفى بان ينتدب ابا بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلا منة  وانة صلى اللة علية وسلم يريد ان يرسل الاشارة انة يفضل ابا بكر لخلافتة دون ان يحرم المسلمين من حقهم فى اختيار الحاكم — وعندما توفى الرسول صلى اللة علية وسلم  اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة  ليختاروا الخليفة هذا الاجتماع بلغتنا الحديثة اجتماع برلمانى بامتياز تداول فية نواب المسلمين الامر ثم انتخبوا ابا بكر ليتولى الحكم وقد القى ابو بكر على المسلمين  خطبة قال فيها — يا ايها الناس لقد وليت عليكم ولست بخيركم — اطيعونى ما اطعت اللة ورسولة فان عصيتهما فلا طاعة لى عليكم –
هذة الخطبة بمثابة دستور  حقيقى يحدد العلاقة  بين الحاكم والمواطنين كافضل دستور ديمقراطى — بلاحظ هنا ان ابا بكر  لم يقل انة خليفة اللة ولم يتحدث عن حق الهى فى الحكم بل اكد انة مجرد واحد من الناس وليس افضلهم — هذا المفهوم الديمقراطى الذى هو جوهر الاسلام سيستمر سنوات  قليلة ثم يتحول الى مفهوم اخر  مناقض يعتبر الحاكم ظل اللة على الارض - فيقول معاوية بن ابى سفيان            (الارض للة وانا خليفة اللة فما اخذت فلى وما تركتة للناس بفضل منى -)
ويقول ابو جعفر المنصور العباسى   (ايها الناس لقد اصبحنا لكم قادة  وعنكم ذادة –حماة– نحكمكم بحق اللة الذى  اولانا وسلطانة الذى اعطانا - وانا خليفة اللة فى ارضة وحارسة على مالة )
ويقول عبد الملك بن مروان  وهو يخطب على منبر رسول اللة (واللة لا يامرنى احد بتقوى اللة بعد مقامى هذا الا ضربت عنقة )
انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الاسلام الى حكم بالحق الالهى والمعترضون علية كفارا مرتدين  عن الدين يجب قتلهم وللانصاف نذكر حقيقتين —
اولا - ان الخلفاء  الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرات  كانوا فى احيان كثيرة حكاما اكفاء احسنوا ادارة الدولة الاسلامية حتى اصبحت امبراطورية ممتدة الاطراف - لكن طريقتهم فى  تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن باى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادىء الاسلام
ثانيا - ان الصراع الدموى على السلطة  لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر وانما كان يحدث بين ملوك اوروبا  بنفس الطريقة من اجل انتزاع العروش والمحافظة عليها
 الفرق ان الغربيين الان يعتبرون هذة الصراعات الدموية مرحلة  كان لابد من اجتيازها من اجل الوصول الى الديمقراطية بينما مازال بيننا نحن العرب والمسلمين من يدعو الى استعادة نظام الخلافة الاسلامية  ويزعم انها كانت عادلة تتبع شريعة اللة وان التاريخ الرهيب للصراع السياسى فى الدولة الاسلامية منشور ومعروف وهو ابعد ما يكون عن شريعة الاسلام  الحقيقية  والطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادىء الاسلام الحقيقية - الحرية - والعدل - والمساواة - وهذة لن تتحقق الا باقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا امام القانون بغض النظر عن الدين والجنس واللون  اى الديمقراطية هى الحل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق