السبت، 19 نوفمبر 2011

دولة بلا حكومة

مصر بلد «لقطة» جداً

 
بقلم   محمد أمين    ١٩/ ١١/ ٢٠١١
لا تنس أن مصر بلد «لقطة» بمعنى الكلمة.. فهى على ناصية، بحر أحمر وبحر أبيض.. وفيها نهر النيل أجمل أنهار العالم.. وفيها ثلاثة أهرامات.. وفيها ميدان التحرير بالكماليات.. والبلد تشطيب سوبر لوكس.. يعنى من يحكم مصر يحكم المنطقة.. يبقى عاوز تنسى إنها كيكة ليه؟.. وعاوز تنسى إن الأعداد المرشحة لرئاستها تتزايد ليه؟.. وعاوز تنسى إن العسكر قاعدين ليه؟!
لا تنس أن مصر مغنم يداعب خيال الإخوان.. كما أنها مغنم يداعب خيال ملوك وأمراء الخليج.. وهى قبل هذا وبعده مغنم يداعب خيال الغرب كله.. فلا تستغرب ما يجرى فيها الآن.. هناك أموال عربية وأجنبية تلعب.. وهناك أحلام تتفتق كأن مصر نهيبة.. فهل نخرج من عصابة إلى عصابة؟.. وهل نترك مصر لقمة سائغة لجماعة هنا أو هناك؟.. وهل نترك الثورة لتضيع يا وديع؟!

لا تنس أن المليونيات ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب؟.. ولا تنس أنها ليست لوجه الله، ولا لوجه الوطن.. ولا تنس أن المسألة ليست وثيقة السلمى.. ولا تصدق أن هذه المليونيات ثائرة بحجة تقليم أظافر الجيش.. فأنت لا تعرف إن كان الإخوان مع الجيش أم ضده؟.. ولا تعرف إن كانوا مع بقائه فترة انتقالية أم لا؟.. المهم أن يكونوا، والمهم أن يرسلوا رسالة شديدة!
لا تنس أنك مخدوع بكلام جميل.. ولا تنس أن هناك من يتحدث عن شريعة لا يجرؤ أحد أن يمسها.. معروف أن مصر دولة إسلامية.. ومعروف أن الشريعة هى المصدر الأساسى للتشريع.. ولا أحد يتحدث فى هذه المسألة.. الحكاية كلها أن تعطى صوتك لمرشحى التيار الإسلامى.. حتى تدخل الجنة.. بعدها قابلنى ستدخل النار كل يوم، لأنك لا حافظت على الثورة، ولا الدولة المدنية!

لا تنس أن أول من سيشرب من هذه الفوضى هو الإخوان إن حكموا.. ولا تنس أنهم هم الذين يشجعون الآن على التظاهر فى الميادين.. ولا تنس أنهم سيشربون من الكأس نفسها.. ولا تنس أن مصر لن تحكم ساعتها من داخل مصر.. سيتحكم فينا الذين يغرقون البلاد بالملايين الآن.. وسندخل فى متاهة الخلافة وغيرها.. ونحن نريد دولة مدنية تحافظ على هوية مصر، العظيمة العريقة كما هى!
لا تنس أن مصر ليست دولة ناشئة، لأن فيها ثورة.. مصر دولة عظيمة لها تاريخ.. فلا تتصور أن الثورة جاءت لتعيد بناءها.. ولا تتصور أن الثورة جاءت لتعيد تأسيسها.. مصر بلد علّم العالم.. وهى دولة قانون قبل أن يكون فى العالم قانون.. فقط حافظوا عليها كما هى: دولة قانونية مدنية.. فقط امسحوا من على وجهها تراب الديكتاتورية، وقهر حكم العسكر طوال ٦٠ عاماً!
لا تنس من جديد أن مصر بلد لقطة، على ناصيتين.. وليس من المصلحة أن تعيش مستقرة.. وليس من مصلحة الخليج، ولا إيران ولا إسرائيل ولا الغرب، أن تعيش مزدهرة.. فلا تكن أهبل وتسمع أى كلام أهبل.. اعرف أنك وليد بلد عريق، ووطن عظيم.. لا تفرط فيه تحت أى مسمى.. ولا تتركه لمن يعبث به.. ولا تسامح من يخرب فيه وهو يدّعى الإصلاح بأى حال من الأحوال!
لا تنس أنك عملت ثورة.. لا لكى يركبها عسكر ولا حرامية.. فمصر لن تكون غير دولة مدنية قانونية.. لا هى عسكرية ولا ينبغى.. ولا هى دينية ولا ينبغى.. تذكر أنك عملت ثورة، ولديك الآن خبرة الثورة.. وأنك لا يمكن أن تبيع ثورتك.. خليك فاكر إن مصر «لقطة».. إوعى تنسى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق