الأحد، 20 نوفمبر 2011

مصر الى اين ؟؟

مصر الى اين ؟؟

كتبهاsalah eldin salah ، في 20 نوفمبر 2011 الساعة: 15:50 م

سميرة ابراهيم محمد   

Sun, 20/11/2011 - 08:0
 
استمعت لـ«سميرة» تحكى قصتها مع كشوفات العذرية (فى فيديو على الإنترنت) ووجدت أن تلك الحكاية تصلح أن تكون «كتالوج» لمصر بعد الثورة. «سميرة» شابة مصرية من سوهاج، تقدمت بشكوى اعتداء جنسى ضد النيابة العسكرية، وعلى إثره بدأت تتلقى مكالمات تليفونية مجهولة تحمل تهديداً لها بأنها ستكون خالد سعيد آخر!
تم القبض على «سميرة» من بين نساء أخريات فى 9 مارس 2011 الساعة 3.30 عصرا من أمام المتحف المصرى، وفى س 28 تعرضت للتعذيب صعقاً بالكهرباء وضرباً مع تشكيلة من الإهانات اللفظية المتنوعة بالإضافة إلى محاولة تلفيق تهمة الدعارة، فى س 28 طلبت امرأة من سميرة خلع ملابسها، مع الصعق بالكهرباء خلعت «سميرة» كامل ملابسها بينما جمهرة من العساكر والضباط يتفرجون على المشهد المثير من نافذة الحجرة والباب المفتوح ويتلامزون.
وتلا ذلك لحظة كشف العذرية من قبل شخص يرتدى اللباس الزيتى، أيضا فى حضور جمهور عسكرى! تقول «سميرة» إنها تمنت الموت من كل قلبها فى هذه اللحظة.
فى اللحظة التى أُجبرت «سميرة» وزميلاتها على خلع ملابسهن كان آخرون (كبار) يتعرون فى مشهد مثير للقرف.
أولا: الجيش، «حامى الثورة»، الذى قبض على «سميرة» ورفيقاتها وقام بتعذيبهن وتلفيق التهم، لقد فعل العسكر ما بوسعهم كى يذلوا الثوار (المقبوض عليهم) ويرهبوهم ويعرضوهم لمحاكم عسكرية لم تنصفهم. لقد كانت «سميرة» ضحية انتهاك جسدى وأخلاقى فج، وفى هذا الانتهاك رسالة واضحة عن موقف العسكر من الثورة.
 ثانيا: الإعلام الذى حاولت «سميرة» إقناعه بالنشر فى هذه القضية لكنهم أيضا كانوا شيطانا أخرس يلعب حسب قواعد المجلس العسكرى.
ثالثا: كل الأحزاب وعلى رأسها تيارات الإسلام السياسى، الوكيل الرسمى للفضيلة فى مصر وحبايب المجلس العسكرى، والتى لم تعر الأمر أى أهمية فأصبح من الواضح أن «أختى كاميليا» أهم بكثير من «سميرة» التى لم تحظ بشرف اللقب.
لم يهتم بالقصة إلا منظمات حقوق الإنسان الدولية (مثل هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية) فأصبحت حكاية كشوفات العذرية فضيحة عالمية. أما فى «مصر الثورة» فلم تظهر سميرة فى برنامج تليفزيونى شهير ولا أفردت لها الصحف المصرية خبرا أو حوارا. فقط هى مجموعة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» التى أجرت معها حوارا مدته 23 دقيقة وعرضته على «يوتيوب» ليعرف المصريون بعد أشهر ثمانية حجم الجريمة القذرة وتفاصيلها.
تتطابق حكاية «سميرة» مع حكاية ثورة مصر، الجانى واحد فى الحالتين، وتواطؤ النخب السياسية وخيانة الإعلام للثورة واحدة. لكن الأهم أن سميرة إبراهيم ذات الخمسة والعشرين ربيعا، التى تعرضت لتجربة مهانة وإذلال وانتهاك جنسى تمنت على إثرها الموت، قد قررت استكمال النضال، لم تمنعها لحظات الضعف ولا مرارة القهر ولا الخوف من فضيحة من الاستمرار، استنجدت «سميرة» بشعب مصر ولا أحد غيره كى يساعدها فى انتزاع حقها، قالت فى نهاية حديثها: «أنا باقول للشعب المصرى انجدنى من إيديهم، اللى هيجيب لى حقى هو الشعب، إن شاء الله».
أسئلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: هل تتضمن تدريبات الجيش المصرى العظيم ضرب وتعذيب المواطنين المصريين، رجالا ونساء؟ هل تدربون «رجال» الجيش على التأكد من عذرية المتظاهرات ولماذا؟ وهل من باب المساواة أن تتأكدوا من عذرية الرجال أيضا وكيف؟
هل تظنون أن بإمكانكم حقا قتل الحلم داخلنا؟ عموما الثورة بيننا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق