الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

مصر- ولا مؤاخذة


كتبهاsalah eldin salah ، في 22 نوفمبر 2011 الساعة: 18:04 م

 

آدى آخرة اللامؤاخذة

  بقلم   د. غادة شريف    ٢٢/ ١١/ ٢٠١١
واللامؤاخذة قد تظنها سيادتك شيئاً من عدة أشياء.. أول ما سيطرأ بذهنك أنها الدلع.. وقد تكون التباطؤ أو التواطؤ أو العند أو المقاوحة.. لكنك إذا استعدت معى ما حدث فى التحرير مؤخرا ستجد أننا أمام ثلاث لامؤاخذات تسببت فى تلك الكارثة.. الأولى هى ذلك الإصرار العتيد على استغباء الشعب!!..
كيف ظن من ظن أن كل هذا العك المستمر منذ تسعة أشهر سوف يأكله الشعب؟ وإذا أكله كيف ظن من ظن أن الشعب سيستسيغه؟ وإذا استساغه كيف سيبلعه؟ وإذا بلعه كيف ظن أنه سيهضمه؟.. إلخ إلخ..؟.. العك كان كثيييير فى جميع المحاور.. سواء الدلع والطبطبة فى محاكمة الفاسدين أو التعنت والتلكك للناشطين أو الاستهبال الأمنى، أو مساندة الفلول والتى تبجحت فى تلك السرعة الرهيبة التى تم بها إلغاء حكم محكمة المنصورة!!.. فى تسعة أشهر فقط فعل من يديرون البلد جميع أخطاء مبارك والتى استغرقته ثلاثين عاما!!.. ونسوا أو تناسوا أن الشعب تغير وأنه طالما تذوق حلاوة طعم «ارفع رأسك فوق»، فمن الصعب أن ينحنى ويرجع ياخد بالقفا تانى.. لكن الغلطة المؤكدة لدى من يديرون البلاد أنهم غالبا لا يشترون الجرائد!!..
 لقد انطلقت الكتابات والمقالات على مدى التسعة أشهر الماضية تحذر من ذلك التواطؤ الفج مع النظام البائد ولكن، أغلب الظن لم يقرأ أحد منهم شيئا.. فكان المضى على نفس خطى وعناد الرئيس السابق، فانفجر الناس مرة أخرى!!..
أما بقى اللامؤاخذة الثانية فهى للأسف تمس من أحببنا أنا وأنت.. تمس القوى السياسية بما فيها شباب الثورة.. لقد أحببناهم وساندناهم فإذا بهم ينقسمون إلى سبعميت حزب وعشرميت ائتلاف حتى إن كل خمس ست أصدقاء دمهم راكب على بعض كانوا يكونون سوياً ائتلافاً سياسياً!!.. وتجسدت تلك الانشقاقات بشكل مخز فى الانتخابات التى أصبح إجراؤها فى علم الغيب.. إذا تفحصت حضرتك مرشحى الدوائر سيأتى إلى ذهنك العديد من علامات التعجب والتساؤلات.. كيف ينزل عمرو حمزاوى وأسماء محفوظ متنافسين؟.. كيف ينزل ناصر أمين مستقلا؟.. ما الفرق بين «الكتلة المصرية» و«الثورة مستمرة»؟..
لماذا كل هذا التفتيت وقد كانت البداية يداً واحدة؟.. أبهذه السرعة، والثورة لم تكتمل بعد، يذهب كل واحد للبحث عن المنفعة الشخصية؟.. لو أحصى كل واحد منهم عدد مرات ظهوره فى الفضائيات والمداخلات لوجدها أكثر بكثير من عدد مرات لقائه بأفراد الفئات التى قامت من أجلها الثورة!. وكأنى أمام «ريبلاى» لغزوة أحد، عندما انتهت بنصرة المسلمين فى البداية ثم اندفع الرماة لجمع الغنائم وتركوا مواقعهم فعاود الكفار الهجوم فكانت هزيمة المسلمين!!..
أما بقى اللامؤاخذة الثالثة والتى تعلن مسؤوليتها عن الحادث فهى ذلك الإطلاق الغريب والمفاجئ للتيارات المتطرفة، والتى كنا لا نسمع عنها من قبل، فانطلقت بيننا مسعورة، متشدقة لنهش لحومنا!!.. من الذى أطلقها ولماذا، هذا سيعيدنا إلى اللامؤاخذة الأولى والتى، حسب آخر حوار لأحد أعضائها، مازالت لا تدرك أن الشعب يريد إسقاط النظام.. وإذا كانت ما أخدتش بالها أن هناك ثورة قامت فى يناير فهل تأخذ بالها الآن أن اليومين دول هناك ثورة ثانية قامت بالفعل؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق