الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

متى تكون الولايات العربية المتحدة

متى الولايات العربية المتحدة؟

 


 
حدود التقسيم
حين كانت شمس العرب فى الاندلس تقترب من المغيب وقع اخر الامراء العرب معاهدة سلام مع فرديناندو وايزابيلا كانت المعاهدة تنهى الصراع العسكرى بين الجانبين وتضمن للامير العربى الخروج بحاشيتة لكن الاهم من ذلك ان المعاهدة كانت بها بنود عديدة تضمن للعرب وللمسلمين وجودهم وحياتهم الكريمة فضلا عن حقهم فى الاحتفاظ بديا نتهم وممارسة شعائرهم بحرية تامة والتمسك بلغتهم العربية وثقافتهم الاسلامية والذين درسوا المعاهدات بين الدول والقوى المتحاربة يقولون ان هذة افضل معاهدة وقعها قائد مهزوم ولو ان بنود المعاهدة تم احترامها من فرديناندو وايزابيلا لبقيت اسبانيا  الى اليوم اسلامية الدين والثقافة وعربية اللغة- لكن الضرب بالمعاهدةعرض الحائط والذى جرى فى ارض الواقع هو نقيضها تماما والمعنى ان المعاهدات ليست نصوصا تتم صياغتها باحكام وتراعى فيها الحقوق كاملة فقط بل ان تكون هناك قوة من ورائها ترغم الطرف الاخر على عدم تجاوزها او العبث بها
 اتذكر معاهدة الاندلس بمناسبة ما يجرى على الساحة الفلسطينية الان  فمنذ عدة سنوات هناك صراع بين السلطة الوطنية حماس وهو صراع ينطبق علية المثل المصرى– عيان يضرب فى ميت– والعالم العربى ليس فى حال افضل وانهيار الاتحاد السوفيتى منذ عشرين عاما وانفردت امريكا بالعالم اما اوربا فلن تدخل فى صراع معها ولا مع اسرائيل من اجل فلسطين ولا ننسى ان اوربا هى التى اخترعت الماساة وهى التى خلقتها منذ القرن التاسع عشر ولذلك بداء الحديث عن الاعتراف احادى الجانب بدولة فلسطين على حدود الخامس من يونيو 67 واسرائيل ترفض التنازل عن المستوطنات التى اقامتها فى الاراضى الفلسطينية التى احتلتها بعد الخامس من يونيو 67 واذا اردنا الانصاف والحق طبقا للشوط الدولية فان دولة  فلسطين يجب ان تقام على ارض قرار التقسيم الصادر سنة 47 وليس حدود 5 يونيو 67 ذلك ان اسرائيل انشئت وتم الاعتراف بها فى الامم المتحدة طبقا لقرار التقسيم الصادر فى نوفمبر 47 والمعروف ان اسرائيل فى حرب 48 اجتاحت الاراضى الفلسطينية وانتزعت منها ضعف ما جاء بقرار التقسيم وبسبب ذلك لم يعترف العرب باسرائيل ولم تقم معاهدات سلام معها وان كان من الناحية العملية فان الدول العربية اعترفت ضمنيا باسرائيل حين اقرت اتفاقيات الهدنة معها سنة 1949 ويلوم البعض الان الدول العربية انها لم تعترف بالدولة الفلسطينية على غرار البرازيل والارجنتين ويجب ان نقدرهم على ذلك  الا ان الامر بالنسبة للعرب مختلف لان الاعتراف بحدود 67 فية اجحاف بالدولة الفلسطينية وفية اهدار للقانون الدولى  فضلا على ان اسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة جوارها ربما تقبلها امارة او دويلة بلا سيادة  او اقرب الى حكم ذاتى فى حدود السيطرة الاسرائيلية بلا جيش وبلا اقتصاد مستقل وبلا جهاز امن وهكذا
ونحن نسرف على انفسنا كثيرا ونجلد ذاتنا ثم نسرف على الفلسطينين ونتهمهم  وفى المقابل يفعلون ذلك مع انفسهم ومعنا وهذا يذكرنا بالعيا ن الذى يضرب فى ميت وكذلك الميت الذى ينتظر او يتوقع من العيان ان يعيد الية الحياة والحقيقة انة لا العيان سيصبح قويا ولن يصير بطلا ولن يحقق انتصارا بضربة الميت وكذلك فان ا لميت يعانى الوهم اذا توقع ان توهب لة الحياة من ذلك العيان
الحكاية كلها تتعلق بالقوة ومنذ عهد بلفور وحتى يومنا هذا فان القوةتتعاظم يوما بعد يوم فى الجانب الاخر- يمكن للفلسطينين اعلان دواتهم من جانب واحد فعلها ابو عمار سنة 88 - ويمكن للجامعة العربية ان تعلن ذلك  وكثير من دول العالم تفعل ذلك  لكن فى النهاية من ينفذ هذا الاعتراف؟ فلا بد من قوة تجبر اسرائيل على الخروج من الاراضى الفلسطينية- ويجب الا
 نتوقع ان يقول لنا احد ان قوة القانون الدولى كفيلة بذلك- فنحن نعرف كيف يتحرك القانون الدولى ومن يحركة ومتى يتحرك ؟ وهذا يعنى ان تتحرك الجيوش العربية ونكرر حرب 48 فضلا عن ان لدى كل بلد عربى مشاكل كبرى - والواقع انة ليس امامنا فى الافق القريب حل عادل وانسانى للقضية الفلسطينية - الحق - والقانون- والعدل - والانسانية - تبدو معانى جميلة لكنها بلا قوة تدفعها تصبح عديمة المعنى والجدوى — وعندها فقط يكون هناك مايسمى
الولايات العربية المتحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق