الخميس، 15 سبتمبر 2011

صدق الخطيب

صدق الخطيب

كتبهاsalah eldin salah ، في 15 سبتمبر 2011 الساعة: 20:47 م

Thu, 15/09/2011 - 08:00



 
لم يحم أحد إسرائيل ويوفر لها سُبل القوة والعزة والاستقرار والجبروت والتفرد بقدر ما وفرتها الأنظمة العربية بقيادة نظام مبارك، ومن قبله نظام عبدالناصر وخلفه مباشرة نظام الأسد فى سوريا الأب والابن، فإسرائيل لم تكن لتصل إلى ما هى فيه الآن إلا فى وجود من يساعدها على ذلك ممن يسمون «مجازاً» أعداءها!
ففى التاريخ لم يسبق أن عرف العالم الإسلامى غازياً احتل أرضاً بمقدار الأرض التى احتلتها إسرائيل فى عام 1967 - أراضى خمس دول - ولم يعرف العالم العربى الإسلامى - وتحديداً مصر - غازياً احتل ربع مساحتها وهى سيناء.
لم يحدث ذلك إلا على أيدى نظام عبدالناصر الذى لم يحارب إسرائيل إلا فى خياله وخيال كل من شايعه، ويكفى نظام عبدالناصر أنه فى الوقت الذى كان فيه قادته يتفوقون فى تشجيع نادى الزمالك واللهث وراء الفنانات، كان قادة إسرائيل يتفوقون فى بناء الأسلحة الذرية والنووية لدولتهم.
وفى الوقت الذى كان فيه عبدالناصر يرتب للصلح بين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ مثلاً، كان شيمون بيريز يجرى اتفاقاً سرياً لإنشاء مفاعل ديمونة النووى!
ولقد جاءت رياح النسيم لفصل الربيع العربى لتكشف أن هذه الأنظمة هى حامية إسرائيل الكبرى وأكبر داعم لها.
فانظر إلى مبارك عندما كانت ثورة يناير قد اندلعت وكانت الولايات المتحدة تضغط فى اتجاه رحيله «الآن» مع الثوار ذهب الرجل يشتكى إلى بنيامين بن إليعازر.
ولا يخفى على أحد ما فعله مبارك لإسرائيل، الذى كان لها «ولياً حميماً».
واذهب يساراً قليلاً لترى نظام القذافى - ربيب عبدالناصر - يقول لإسرائيل أثناء ثورة 17 فبراير: «النظام الليبى هو ضامن الاستقرار لكم فى البحر المتوسط»، بل ذهب الرجل أكثر لدرجة أن أرسل مبعوثاً له إلى إسرائيل التقاه فى البرتغال، يقول له إن عليكم أن تدعموا النظام الليبى، لأنه صمام أمان لكم، وتم فضح أمر المبعوث الليبى إلى إسرائيل فى وسائل الإعلام.
ولا أدرى ما إذا كان «بن على» قد فعل أمراً شبيهاً فى ثورته أم لا، لكن الرجل أول ما أراد أن يستنجد بأحد فى أزمته استنجد بالمخابرات الفرنسية، التى نسقت بدورها مع المخابرات الإسرائيلية لاستقبال الرجل فى باريس، لكن فرنسا رفضت واستقبلته السعودية من باب إجارة المستغيث.
أما نظام الأسد فقد كان رفيق نظام عبدالناصر فى دعم إسرائيل، فكان الأب - الذى كان يجعل ضباط جيشه يغتصبون زوجات رجال المعارضة من الإخوان المسلمين فى السجون - يعمل لصالح الدولة العبرية عن طريق قتل الفلسطينيين وقتل المعارضة السورية الشريفة، وكان حامى حماها ويكفى أن الرجل لم يضرب «طلقة» واحدة على الجولان المحتل فى الوقت الذى كان يتعامل فيه مع معارضيه بلا رحمة.
وتجلى دعم سوريا لإسرائيل فى دولة الابن الذى شابه أباه أثناء ثورة الشعب السورى الكريم عندما قال رامى مخلوف، رجل الأعمال الأوحد فى سوريا، الذى يسيطر على كل شىء - شبيه أحمد عز فى مصر - وهو ابن خالة بشار الأسد لصحيفة «نيويورك تايمز»: «إن أمن إسرائيل مرتبط بأمن النظام السورى»، فى اعتراف تاريخى بأن نظام الأسد يدعم نظام إسرائيل.
ودلل بشار على ذلك الاعتراف بأن فتح جبهة للسوريين الأحرار بأن يذهبوا إلى الجولان المحتل يحاولوا الإقامة فيه بعدما كان الاقتراب من الجولان خطاً أحمر، وكل من يحاول أن يذهب إليه يفقد عمره على يد أجهزة الأمن السورية، فقام الرجل بفتح جبهة للسوريين والفلسطينيين ليحاولوا العبث مع جنود الاحتلال الإسرائيلى ليقول لإسرائيل إننى أستطيع أن أفتح جبهة الجولان، وإننى حاميها فإذا انهار النظام السورى انهار أمنك، فى إشارة واضحة لطلب العون والمدد!
إن أخطر شىء فعلته الثورات العربية هو أن كشفت هذه الأنظمة، كما أن أخطر شىء فعلته أيضاً أن جعلت عمر إسرائيل يقترب بإذن الله من نهايته بعدما انتهى عمر أذنابها!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق