الاثنين، 19 سبتمبر 2011

اين كرامة الدولة؟

اين كرامة الدولة ؟

كتبهاsalah eldin salah ، في 19 سبتمبر 2011 الساعة: 14:35 م


ميراث «الإخوان» وكرامة الشرطة
Mon, 19/09/2011 - 08:00

 
أخلت نيابة الزقازيق، فجر أمس الأحد، سبيل نجلى الدكتور محمد مرسى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، بعد عشر ساعات من التحقيق معهما فى واقعة اعتدائهما على النقيب محمد عبدالله فؤاد، الضابط بمرور الشرقية، مساء السبت الماضى.
والواقعة كما سمعتها بنفسى من شاهد عيان تستحق وقفة متأنية، ليس بقصد التشهير بنجلى الدكتور محمد مرسى، أو الإساءة لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن لأنها تصلح نموذجاً للعلاقة المرتبكة والمشوهة بين جهاز الشرطة من ناحية وكل أطياف المجتمع من ناحية ثانية، كما أنها تشير إلى قدر رهيب من التحفز لدى بعض فئات المجتمع ضد رجال الشرطة، وهو تحفز قد يكون له ما يبرره، بل المؤكد أن له ما يبرره، ولكن المصلحة العامة لهذا البلد والأمان العام لمواطنيه وعودة الشرطة إلى ممارسة مهمتها فى الضبط الاجتماعى تظل أهم وأبقى من أى مبررات تدفع البعض إلى هذا التحفز الدائم فى مواجهة الشرطة.
لقد استمعت إلى شهادة مواطن من الزقازيق حضر الواقعة منذ بدايتها وحتى اقتياد نجلى الدكتور محمد مرسى إلى قسم الشرطة، وقرأت البيان الذى أصدره حزب الحرية والعدالة بالشرقية، ووقعه الدكتور فريد إسماعيل، أمين عام الحزب بالشرقية، وإذ يؤكد الشاهد أن نجلى الدكتور مرسى قاما بالاعتداء على ضابط المرور بالسب، لمجرد أنه أمرهما بالتحرك بسيارتهما، التى كانت واقفة فى مكان ليس مخصصاً لركن السيارات، ثم نزلا من السيارة وسحباه من ملابسه وهما يهددانه بنقله من المحافظة ويشتمانه بأقذع الألفاظ، وإذ يؤكد الشاهد أيضاً أنه رأى الضابط فى حالة انهيار وخوف دفعته إلى البكاء على مرأى من المواطنين، جاء بيان حزب الحرية والعدالة بالشرقية متناقضاً كلياً مع رواية شاهد العيان، ومع الأحداث التى كان عدد ضخم من المواطنين طرفاً فيها، عندما أصروا على اقتياد نجلى الدكتور مرسى إلى قسم الشرطة دون أى مجاملة لوالدهما، فقد جاء بالبيان «أن بعض المناقشات والتلاسنات الحادة حدثت بين الضابط ونجلى الدكتور مرسى، إلى أن قام الضابط بسب وقذف نجلى الدكتور وسب آبائهم، هذا إلى جانب سب الدين مرات عديدة، مما أدى إلى حدوث تصعيد حاد.. قام على إثره الضابط بالاعتداء على نجلى الدكتور وأحدث بهما إصابات»!. ويضيف البيان: «انتقل د. مرسى إلى موقع الحادث حال علمه به وحاول التهدئة، وأخبر الضابط بأنه إذا كان له ولنجليه حق فهم متنازلون عنه.. أما إذا كان للضابط حق فليأخذه بالقانون».
والحقيقة أننى لا أصدق معظم ما جاء فى بيان حزب الحرية والعدالة بالشرقية، وأكاد أصدق تماماً الرواية الأخرى الخاصة بالمواطنين الذين كانوا طرفاً فى الواقعة، ولعبوا دوراً فارقاً فى تقديم نجلى الدكتور مرسى لجهات التحقيق، تعاطفاً مع الضابط الذى بدا لهم أنه الطرف الأضعف فى معادلة الشرطة والإخوان. ورغم ذلك فإنى ألتمس قدراً من العذر لنجلى الدكتور مرسى اللذين عاشا سنوات طويلة - مثل كل أسر قيادات الإخوان - تحت رحمة طاغوت لا يرحم، استخدم أجهزته الأمنية فى تدمير أمان وأمن ومعاش الآلاف من أسر الإخوان، وتسبب فى مراكمة ميراث ضخم من الكراهية فى قلوبهم ضد الأجهزة الأمنية، وهو ميراث كفيل بإنتاج حرائق ضخمة من مستصغر الشرر، ولكنه لم يعد مبرراً لأن يتحكم فى تصرفات فئة، من أكثر فئات المجتمع وعياً، والمنتظر منها أن تتسامى على هذا الميراث البغيض.
والأهم أن هذا الحادث كشف عن حقيقة مؤكدة، هى أن المواطن المصرى يكره ظلم الشرطة، ولكنه يكره أكثر إهانة رجال الشرطة، لأنه يعرف أن إهدار كرامة هذا الجهاز يجرد كل فئات المجتمع فوراً من كل أسلحتها فى مواجهة المجرمين والبلطجية ويدفع بالوطن كله إلى هاوية الفوضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق