الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

محاكمة من ؟

محاكمة من ؟

كتبهاsalah eldin salah ، في 6 سبتمبر 2011 الساعة: 14:40 م





محاكمة مبارك.. ومحاكمة الشعب   بقلم   محمد أمين    ٦/ ٩/ ٢٠١١
لم يكن يهمنى قرار المحكمة أمس.. فمازلنا فى الجلسات الإجرائية الأولى.. لكن المشهد خارج القاعة كان لافتاً للنظر.. فقد تحول المشهد من محاكمة مبارك إلى محاكمة للشعب.. وأظن أن الأحداث التى جرت خارج أكاديمية الشرطة لم تكن ترتيبات عفوية، وإنما هى إجراءات مدبرة.. استعد لها أبناء مبارك.. وجعلوها محاكمة إعلامية وسياسية أكثر منها قانونية!

أثار انتباهى أن العقل الذى يدير المعركة كان يعرف أن الإعلام سيكون خارج القاعة.. وبالتالى يكون أمامه فرصة لتسويق محاكمة مبارك بطريقة تصب فى رصيده.. فرأينا اللافتات ورأينا الهتافات للرئيس المخلوع.. سبقها بيوم مؤتمر صحفى للمحامين الكويتين، يقول إن مبارك ليس القذافى أو الأسد.. ويتحدث عن قرار التنحى بأنه كان قراراً شجاعاً حقن الدماء!
المسألة إذن ليست مصادفة.. هنا مؤتمر صحفى، وهنا لافتات تخاطب الإعلام.. تكشف عن ملامح مشهد مدبر.. خلفه عقل يقرر، ويصرف ويجند الشباب.. ويدفع لمن يصاب.. يشتبك ولا يتراجع.. مع أن كل ذلك لا قيمة له فى الموضوع.. القاضى لا يحكم بالمشاهد ولا بعلمه.. القاضى يحكم بالأوراق.. وهذه أبجديات يعرفها الجميع.. ومع ذلك تحدث المناوشات من المحامين والعوام على السواء!
فى الجلسة الماضية كنا أمام مشهد هزلى من المدعين بالحق المدنى.. استتبع بالضرورة صدور قرار من هيئة المحكمة بوقف البث التليفزيونى للمحاكمة.. أتصور أن الذى استفاد منه، أمس، فرقة أبناء مبارك.. عرفت أن الإعلام كله سيكون خارج القاعة.. فكانت الدعاية لمبارك متاحة بلا حساب.. البعض يتحدث عن إنجازاته.. ومحامو الكويت يصفونه بأنه «زعيم الأمة العربية»!
فمن الذى يريدها الآن محاكمة سياسية؟.. أبناء مبارك.. ومن الذى لا يريدها محاكمة قانونية؟.. أبناء مبارك.. ومن الذى يحرك أبناء مبارك؟.. الجن الأزرق.. ومن الذى يدفع لهم؟.. الجن الأزرق.. ومن الذى يريد أن يحولها من محاكمة لمبارك إلى محاكمة للشعب الناكر للجميل.. الجن الأزرق من أبناء الحزب الوطنى.. يلعبونها سياسة، وسيلعبون فى الانتخابات المقبلة أيضاً!
مرة أخرى تدب الحياة فى الجسد الميت.. صخب وإعلام وفلوس، ومحامون وتحركات عربية.. تعاقب مرة هنا وتدافع مرة هناك.. تعاقب الشعب وتطبطب على الرئيس.. ومرة أخرى نسمع عن زعيم الأمة العربية.. والزعيم يكرم ولا يهان.. ونسمع عن رد الجميل، عن فعل واحد.. فكيف بصاحب الجمايل على هذا الشعب؟.. معناها لازم كلنا نرفع شعار «آسفين يا ريس»!
وإذا كان وفد المحامين الكويتيين قد جاء يرد الجميل للرئيس مبارك.. ولا يقولون «السابق» أو «المخلوع».. فلابد أنهم يلفتون النظر إلى ضرورة رد الجميل، ووقف المحاكمة.. أو إخراج الرئيس على الأقل من الاتهامات.. فقد قال فيصل العتيبى إن مبارك هو الرئيس الشرعى للجمهورية.. وقال إنه ليس القذافى ولا الأسد.. وقال إن قرار التنحى يحسب له.. لأنه انسحب فى هدوء من رئاسة البلاد!
انتهت مرحلة التسخين وبدأنا نلعب.. الأوراق بدأت تظهر.. وملامح المشهد تتضح كل يوم.. هناك بروباجندا، وهناك اعتذارات للرئيس، ومطالبات برد الجميل.. وهناك اتهامات للشعب.. هناك مشهد خارجى يستفيد من الإعلام خارج القاعة.. وهناك عقل يفكر بهدوء وينفذ بإصرار.. يتصورون إمكانية التأثير على المحكمة، وهم معذورون لأن القضاء فى عهد مبارك كان يتحرك بالريموت كنترول!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق