الخميس، 13 أكتوبر 2011

دولة تحتضر




يا صديقى كلنا فاسدون

يا صديقى كلنا فاسدون
كتب- مدحت ناجى نجيب
قبل الثورة كان لا يوجد إلا قلة قليلة تعارض الحكومة ، وكان يوجد بعض القوى المعروفة المشهود لها بالدفاع عن الحقوق ومعارضة الحكومة فى كل كبيرة وصغيرة ليس من أجل الظهور الاعلامى ولكن من اجل انها تحملت أحمال المواطن وشكواه ، لكن بعد الثورة ولدت قوى أخرى تزعم انها تدافع عن الحقوق ، قوى لا يمكن حصرها ، تمشى الآن فى الشارع فتتخبط فى إعلان عن إنشاء حزب جديد ، ولكل منها منهج وسياسة تختلف مع الأخرى وليست مكملة لها ، قوى تتناطح ليس من اجل اشباع رغبات واحتياجات المواطن البسيط ، ولكنها تتناطح مع القوى الأخرى من اجل الوصول إلى الحكم ، كل منهم يتهم الأخر بالخيانة والمؤامرة ، الكل يتشبث برأيه فقط ، ويعتقد ان رأيه صحيح وغير قابل للنقاش او الجدال ، مع ان الله خلق لكل واحد منا أذنان ، أذن تسمع الرأى وأخرى تسمع الرأى الأخر والعقل يقف بينهم كحكم ومرشد ليصدر قرارته ، البعض يقول ان له الفضل فى الثورة ، والبعض الاخر يتهممه بالنقيض ، كل قوى تحاول ان تتجمل امام الاعلام وتحاول خداع المواطن البسيط ، تسعى للفرقة بين كل القوى حتى لا يتوحدوا على شىء ، وكأن مصر أصبحت مثل رغيف خبز وكل القوى تتناحر على اقتسامه ، ويبقى المواطن البسيط هو المسلوخ بينهم ، الكل اصبح شريف ولم تتطلخ يداه من الفساد الذى كان موجود قبل الثورة ، وكأنهم كانوا لا يعلمون شىء عن هذا الفساد ، الفساد كان موجود ولايزال باق ، كان فساد مالى وإدارى وإخلاقى وإجتماعى وسياسى ، فساد طال الرأس ( رأس النظام ) ونزل إلى باقى الاعضاء وباقى المجتمع ( كل فرد فى مصر ) ، الفساد فى مصر اصبح عدوى ينتقل من الكبير إلى الصغير ، الكل يعمل على إفساد الحياة سواء الاجتماعية او السياسية ، الكل اصبح ينشر فساده ، فكيف نقضى أذن على الفساد الذى أستشرى فى كل المجتمع المصرى ، لا تظن إن الفساد كان محصور فى الطبقات العليا ولكنه تم توزيعه وتصديره إلى كافة افراد المجتمع ، فالطفل الصغير تعلم السرقة والخداع والغش فى الامتحانات ، طالب العلم اصبح عنده لامبالاة ويمكن ان يحصل على رسالتى الماجستير والدكتوراه بالفلوس والواسطى ، التجار جملة وتجزئة يغشون فى الاوزان والاحجام ، السائقين يغلون الآجرة باستمرار مع زيادة قرش فى البنزين ، الظابط يضرب الفقير ويتغاضى عن الغنى ، الفقير يحسد الغنى ويعمل على سرقته ، والغنى يحتقر الفقير ويلقى بفضلاته إليه ، الكل عمل على إفساد الحياة بالرشوة من أجل تسهيل معاملاته اليومية ، لا يحترم الصف او النظام ، فيعمل على إنجاز كل مهامه بالشاى ومن تحت التربيزة ، لا يسمونها رشوة بل يطلقون عليها إكرامية أو شاى بالياسمين ، ايا كان المسمى ، فليسمها العالم كما يشاء ولكنها هى المادة المعروفة لإفساد الحياة بكافة اشكالها ،لذلك يجب العمل بصدق وأمانة على إصلاح الحياة ، ولنعلى مصلحة الوطن فوق أى اعتبارات او مصلحة شخصية ، لأن مصر لا تستحق كل هذا الشغب لأن لها شعب عظيم يستحق كل الحب والاحترام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق