الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011


      مخاوف مصرى

كتبهاsalah eldin salah ، في 11 أكتوبر 2011 الساعة: 16:31 م

اعداء مصر الحقيقيين ليسوا من خارجها ولكن الحقيقة المرة هى ان اعدائها من اعماقها واولهم المجلس العسكرى للقوات المسلحة وليست القوات المسلحة
المصرية  حيث انهم مازالوا حتى هذة الساعة ولائهم ليس لمصر ولكن ولائهم لمن اوجدهم فى تلك الاماكن من زمن طويل وليس لديهم استعداد للتخلى عن ما فى ايديهم من مكتسبات سواء من النظام السبق او من الثورة والفائدة من النظام البائد اكثر وهذا يدل على ان هناك اتفاق ضمنى مع المجلس العسكرى وارتباط غير معلن وولاء غير شرعى بينهم وبين نظام مبارك 
وهذا هو السبب لما يحدث فى مصر وللمصريين على مدار الساعة منذ قيام الثورة حتى الان وهذا الطواطىء متمثل فى مجلس الوزراء - وزارة الداخلية والامن - الاعتصامات الفئوية ورفع غطاءبكابورت الاسلام السياسى عن شخوص وجماعات ما انزل اللة بها من سلطان غزت الشارع السياسى المصرى بافكار غريبة علينا جميعا واولهم التيار السلفى وقبله وبعدهم الاخوان المسلمين بقيادة الطبيب البيطرى -وهذا ما حذرنا منة الرسول الكريم انة فى اخر الزمان تكثر الفتن باسم الدين وتنقسم الامة الى بضع وسبعون او بضع وتسعون شعبة او فرقة جميعهم فى النار الا واحدة ونحن الان نواجة الكل من خوارج العصر الحديث وزعامة الرويبضة زعماء الجماعات وخريج السجون من القتلة هم من يتحدثون باسم الثورة حتى الان هذا ليس وليد الصدفة ولكنة بفعل فاعل من النظام السابق ومباركة المجلس العسكرى وبلاش نضحك على الشعب بمسئلة ايادى خارجية فجميعها داخلية وبايدى وللاسف مسئولينا وكل مل يحدث هو ضحك على الذقون ورهان على صبر الشعب المصرى واقول لهم لا تراهنوا على ذلك حتى لا تكون خسارتكم فادحة لا تستطيعوا مواجهتها ولم تجدوا فى النهاية وطن اصلا كى تكونوا فية كما تشائون وحتى يتم جس الشارع من ناحية الثورة ام لا هو اللعب بالنار واحداث فتنة مفتعلة بين قطبى الامة المسيحيين والاسلاميين وكل ذلك بالونا ت اختبار ممنهجة لمعرفة اخر التطورات ثم البناء  عليها لما بعد وهذا لة مسمى عسكرى يعلمة العسكريين جيدا  وخلاصتة كما وعدنا المخلوع وصدق وعدة اما انا او الامن  وهذا ما يحرص على تنفيذة العسكريين بكل دقة لان ليس بينهم من هو على استعداد على التنازل عن ماهو فية الان وطوال حكم مبارك  وخلاصة المرحلة من وجهة نظر البسيط فى الشارع المصرى
ان ما حدث منذ الثورة حتى الان ما هو الا انة وصل الحال بالشعب المصرى الى ان
هناك قوة خفية وهى الطرف الاول فى المعادلة عبارة عن حسنى مبارك - والحزب الوطنى - والمحليات - واهم منذلك وزارة الداخلية وامن الدواة اللذين تحولوا من جهاز امن مصرى علنى الى جهاز سرى  لخدمة مبارك واعوانة وبالطبع ضد الثورة لان جميعهم لا يريد ان يتنازل عن مكاسبة من عهد الفساد السابق اذن الجميع يدافع عن مكتسباتة الشخصية من غنائم النظام السابق وجميعهم مضاد للثورة وهم من نسميهم الفلول ومهم المال المنهوب من المصريين وما وصلوا الية من نفوذ وسيطرة على كل شىء  
وطبقة اخرى من صنيعة النظام وهم البلطجية من الشعب المصرى نتاج اجهزة الامن طوال حكم الفاسد  وما فية من بطالة
الطرف الثانى من المعادلة هم الثوار الليبراليين والمطالبين بالديمقراطية التى ليست فى صالح الغالبية من فلول النظام السابق
يتبقى بين الطرفان وقد زج بنفسة فى اتون الاحداث كى يكون المنقذ وحامى حمى البلاد وهو المجلس العسكرى الذى ضمن الخروج الامن لكل الفاسدين واولهم ميارك هذا الارتباط جعل من سيطرة العسكر ضعيفا على جميع المستويات وكذلك مجلس الوزراء  وهذا مايدعونا الى القول بان مبارك مازال يدير الامور ضد الثورة حتى الان  اما المجلس العسكرى فهو فى حيرة من امرة واين يكون ولائة لحسنى مبارك الذى افل نجمة ام للثورة والمصريين ووقتها اين سيكون موقعهم ولم ولن تسلم مصر الا اذا عاد ولاء المجلس العسكرى للشرعية ولشعب مصر اذا كان بينهم رجل رشيد باقى على مصر وشعب مصر ويخشى ما سيسطرة علية التاريخ
ولن تقوم لمصر قائمة الا اذ ا عاد ولاء المجلس العسكرى الى موضعة الشرعى
وهو شعب مصر
والا
لن تكون هناك مصر فيما بعد
وبذلك نكون قد قدمنا لاعداء مصر مالم تستطع تحقيقة  ولو  بحد السيف
وصعبا ن علينا ان نحكم انفسنا بانفسنا
ونحتاج دائما الى من يقودنا بالكرباج وما عهد فرعون بنا ببعيد
ونحن فعلا اننا لسنا اهلا للحرية والديمقراطية لاننا اصبحنا همج
وفيما بعد بعض الدلائل

رسائل مزرعة «طرة لاند»!   بقلم   محمد أمين    ١١/ ١٠/ ٢٠١١
   

مفارقة غريبة أو مصادفة مريبة.. احسبها كما شئت.. أن تزور سوزان مبارك نجليها «جمال» و«علاء» لأول مرة بمفردها.. وقيل إنها تحمل رسالة من «الأب».. فى الوقت الذى تندلع فيه موقعة ماسبيرو.. فاكرين حكاية الثورة والسادات والسينما.. محضر إثبات حالة يعنى.. هكذا كانت «سوزان».. وإليكم الحوار! 


- سوزان: اطمنوا كل يوم هناخد حقكم، لحد ما تخرجوا من هنا.. يحملوكم على الرؤوس!


- جمال: إزاااااى.. طمنينا؟.. فيه جديد؟!


- سوزان: إلا جديد.. هوه أنا بنام يا روح قلب أمك!
- علاء: فعلاً يا ماما حضرتك خسيتى خالص.. بقيتى موميا.. (يبكى)!
- سوزان: ما تزعلش يا حبيبى، النهارده تقدر تضحك من قلبك.. مصر هتولع!
- جمال: ياريت تولع باللى فيها.. ما سمعوش كلام بابا لما قال: إحنا أو الفوضى!
- علاء: تقصدى موضوع الأقباط.. ومظاهرات ماسبيرو؟!
- سوزان: أيووووه، الخطة مش هتخر المية.. المظاهرة تطلع، وضرب النار يشتغل!
- جمال: رجالتنا عاملين إيه؟.. وجماعة آسفين يا ريس، وأبناء مبارك!
- سوزان: كله تمام.. هيه دى رسالة بابا.. بيقولكم ما تخافووووش!
- علاء: زهقنا يا ماما.. معقولة نقعد كده فى مترين زى المقبرة!
- جمال: هنا أرحم.. ما سمعتش رأى زكريا عزمى.. هنا أمان!
- سوزان: كلها أيام وللا شهور.. كل الأمور هتخلص بأكتر من طريقة!
- جمال: فين أصدقاءنا الأمريكان ولا الإسرائيليين.. ولا حتى الجن الأزرق!
- سوزان: آخر النهار تعرف همه فين؟.. وهتسمع رسالة هيلارى كلينتون.. وتشوف الدم للركب!
- علاء: ادفعوا بأى تمن.. وبأعلى سعر.. هنعمل إيه بالفلوس.. آخرتنا هنا الكانتين؟!
- سوزان: الخير كتير والمتطوعين أكتر.. الملايين كلها فى ضفركم، إنتوا وعيالكم!
- جمال: أمال فين خديجة وفريدة.. وفين هايدى وعمر؟!
- سوزان: اسم الله عليكم.. أنا جيت لوحدى.. علشان ما حدش يعرف عننا حاجة، حتى لو كانت خديجة وهايدى.. ما نضمنش الظروف!
- علاء: بابا عامل إيه؟.. بقيت أنتظر أيام المحاكمات بفارغ الصبر!
- سوزان: ما تخافوش عليه.. قاعد فى الجناح الرئاسى.. وصحته حديد!
- جمال: أنا بس خايف حد يورطنا فى موقعة ماسبيرو.. يتهمونا بالتحريض تانى!
- علاء: المرة دى بقى إحنا فى المزرعة.. بنشم الهوا رسمى.. والعالم كله شايف!
- سوزان: (تضحك) أيوه كده فرفشوا.. هانت.. الناس دلوقتى بتقول ياريت يوم من أيام مبارك!
- جمال: ده مصبرنى.. حاسس فيه حاجة مش عارف هيه إيه؟
- علاء: فى كل صلاة بادعى ربنا يفك زنقتنا.. وقلبى حاسس بالفرج قريب!
- سوزان: هتطلعوا بالفرج، وهتطلعوا بأى طريقة.. مابقاش «سوزان مبارك»!
- جمال: ما تفرقش ياماما.. سوزان مبارك، سوزان ثابت.. واحد!
- علاء: العبرة بالنتائج.. الديب عامل إيه فى القضية؟!
- سوزان: استرجل.. قلت لك اطمن.. ما تعرفش ترتيبات أمك.. خلاااااص؟!
- جمال: معلش ياماما.. بس مش كل الأمور بتعدى.. شفتى موضوع الرئاسة والتوريث!
- علاء: ما تفكرنااااش.. ما هوه ده سبب البلاوى!
- سوزان: الحق عليا يعنى.. كنت عاوزاك تبقى رئيس جمهورية، علشان اليوم ده؟!
- جمال: آسف يا ماما.. مش قصدى!
- سوزان: مش وقته.. وحياة مقصوصتى دى، ماهتعدى عليهم النهارده!
- جمال: عاوز أفرح فيهم.. وفى ثورتهم العظيمة… ها ها ها!
- سوزان: بس ربنا يعميهم بقى.. وما يفرضوش عليا الإقامة الجبرية!
- علاء: يا لهوووووووووووى.. هوه ممكن!
- سوزان: مش ثورة يا حبيب ماما!
- جمال: ربنا يخلى لينا أونكل (…).. فعلاً عامل حساب العيش والملح!

   
   
مصر فى مواجهة الفاشية..   بقلم   علاء الأسوانى    ١١/ ١٠/ ٢٠١١


ما رأيك فى سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر؟..أليس هؤلاء زعماءنا العظام الذين ناضلوا طويلا من أجل استقلال مصر وحريتها؟.. لماذا طالبوا جميعا بدولة مدنية ولم يفكروا فى دولة دينية؟.. هل كانوا كفارا أو معادين للإسلام؟!.. بالعكس كانوا مسلمين ملتزمين، حتى إن مصطفى النحاس كان يُضرب به المثل فى التدين. سؤال آخر: هل كان المصريون قبل عقد الثمانينيات أقل إسلاما منهم اليوم؟!.. بالعكس كانوا مسلمين يحافظ معظمهم على الفروض ويتقون الله بقدر استطاعتهم فى كل تصرفاتهم.. المصريون إذن كانوا مسلمين قبل أن تصل الدعوة الوهابية إلى مصر.. ما الفرق بين إسلام المصريين المعتدل وإسلام مشايخ الوهابية؟!.. الفرق أن المصريين جميعا كانوا يرون جوهر الإسلام فى القيم الإنسانية العظيمة التى يدعو إليها: العدل والحرية والمساواة.. لكنهم لم يفكروا قط فى استعمال الإسلام كبرنامج سياسى من أجل الوصول للحكم. يُحكى أن الزعيم أحمد حسين ذهب ليعرض برنامج حزبه «مصر الفتاة» على مصطفى النحاس وما إن قرأ النحاس كلمة الله فى البرنامج حتى غضب، وقال: «لفظ الجلالة أكبر وأعظم من أن يكتب فى برنامج سياسى.. إذا تحدثت عن الله فى برنامج سياسى ستكون دجالاً».
  
  كانت رؤية زعيم الوفد واضحة فى عدم خلط الدين بالسياسة.. المصريون جميعا (باستثناء الإخوان المسلمين) كانوا يتعاملون مع الإسلام باعتباره دينا عظيما وليس برنامجا سياسيا.. منذ نهاية السبعينيات انتشر الإسلام السياسى فى مصر بدعم من أموال النفط الخليجى الذى تضاعف سعره بعد حرب ١٩٧٣. الإسلام السياسى يستهدف الوصول إلى السلطة بواسطة ثلاث أفكار رئيسية:

  
  أولا: أن هناك مؤامرة غربية استعمارية ضد الإسلام تحتم علينا إعلان الجهاد ضد الغربيين الصليبيين.
 
وأنا أختلف مع هذه الفكرة، فالأنظمة الغربية استعمارية لكن الشعوب الغربية ليست بالضرورة كذلك، وقد رأينا كيف نظم ملايين الغربيين المظاهرات ضد الحرب على العراق ورأينا كيف ساندوا الثورات العربية. معظم الغربيين كأفراد ليسوا أعداء للإسلام، كما أن النظام الغربى الرسمى لا يعادى الإسلام ذاته لكنه يعادى كل ما يعطل مصالحه. فاذا اتفقت حكومات إسلامية مع مصالح الغرب الاستعمارية فسوف يدعمها بكل قوته مثلما فعل مع الحكومة السعودية والجنرال ضياء الحق فى باكستان وحركة طالبان قبل أن ينقلب الغرب عليها.. الاستعمار الغربى سيعاديك فقط إذا جعلك الإسلام تثور وتطالب بحقوقك التى نهبها، أما إذا كنت متعاونا مع الاستعمار وتحقق مصالحه فسوف يحبك ويدعمك بالرغم من لحيتك وجلبابك وتشددك الدينى.
الفكرة الثانية: أن شرع الله معطل وعلينا أن نقيمه، وإلا فإننا نكون كفارا.. أختلف مع هذه الفكرة لأنه أينما يتحقق العدل والحق فقد تحقق شرع الله ويجب ألا نخلط هنا بين الشريعة والفقه. الشريعة إلهية ثابتة والفقه بشرى متغير. واجب الفقهاء أن يجتهدوا ليجعلوا الدين ملائما للعصر ليساعد الناس فى حياتهم ولا يزيدها صعوبة وتعقيدا.. مثال على ذلك: إذا كانت عقوبة السرقة قطع اليد وإذا وجد الحاكم أن تنفيذ هذه العقوبة سيتسبب فى مشكلات كبرى (كما حدث فى السودان وأدى إلى تقسيمه) أليس من حق الحاكم أن يعتبر قطع اليد الحد الأقصى للعقوبة ويستعمل الحبس كعقوبة أقل؟!.. ألم يبطل سيدنا عمر بن الخطاب عقوبة قطع اليد فى عام المجاعة؟!.. إذا كان هناك قانون لا يخالف الشرع ويحقق العدل ألا يكون مطابقا للشريعة؟!.. أليس كل ما يحقق الخير والعدل للناس يحقق شرع الله؟
الفكرة الثالثة أن الإسلام قد فرض علينا نظاما محددا للحكم ويجب علينا أن نتبعه.. هنا أيضا نختلف، فالإسلام قد حدد مبادئ للحكم ولم يحدد نظاما للحكم.. لنقرأ معاً الخطبة التى ألقاها أبوبكر، رضى الله عنه، عندما تولى الخلافة:
«أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم قوى عندى حتى أرجع اليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم».
هذه الخطبة تحتوى على مبادئ الحكم الإسلامى، فالحاكم ليس أفضل من الرعية وهو لا يحكم بالحق الإلهى، وإنما بإرادة الشعب الذى يكون من حقه محاسبة الحاكم وخلعه إذا أراد. هذه مبادئ الحكم فى الإسلام وهى ذاتها مبادئ الديمقراطية: الحرية والمساواة وتداول السلطة وسيادة الشعب.. هذه المبادئ العظيمة لم تتحقق فى التاريخ الإسلامى إلا لفترة قصيرة جدا.. فترة الخلفاء الراشدين الأربعة (منذ عام ١١ وحتى عام ٤٠ هجريا) ثم عامين (من ٩٩ وحتى ١٠١ هجريا) حكم خلالهما الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز.. بعد ذلك تحولت الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض.. اختفت المبادئ العظيمة التى أقرها أبوبكر، رضى الله عنه، وبدأ صراع شرس دموى على السلطة.
هذه حقيقة تاريخية لكنها لا تقلل أبدا من إنجاز الدولة الإسلامية، أولا لأن الحكم الاستبدادى كان السمة الغالبة على كل الدول فى تلك الحقبة، وثانيا لأن الدولة الإسلامية بالرغم من استبدادها المطلق قد صنعت إنجازا حضاريا عظيما وكانت رائدة فى العلوم والفنون جميعا، بينما كانت أوروبا تتخبط فى ظلام الجهل.. لكن اعتزازنا بإنجاز المسلمين القدماء يجب ألا يدفعنا إلى إعادة إنتاج النظام الاستبدادى الذى كان يحكمهم.
 هنا يخلط أصحاب الإسلام السياسى بين التاريخ والدين، ويعتبرون الخلافة الإسلامية (وهى اختراع بشرى لم يأمر به الدين) فرضا دينيا.. وقد تكرر هذا الخلط الخطير فى كل البلاد التى استولى فيها الإسلام السياسى على السلطة، حيث نشأ حكم استبدادى راح يعصف بالحريات والحقوق جميعا باسم الدين. إن الديمقراطية هى التطبيق الصحيح لمبادئ الإسلام، لكننا لو حاولنا أن نعيد إنتاج الشكل السياسى للدولة الأموية أو العباسية فسوف نقع فى الاستبداد حتما مهما حسنت نوايانا.
سؤال: حتى لو كنا مختلفين فكريا مع جماعات الإسلام السياسى أليس من حقهم، أن يسعوا إلى الحكم عن طريق الديمقراطية؟!.. الإجابة طبعا من حقهم لكننا هنا يجب أن نميز بين جماعات الإسلام السياسى الديمقراطية وجماعات الفاشية الدينية.. مصطلح الفاشية مشتق من كلمة إيطالية تعنى مجموعة من الصولجانات كان الإمبراطور الرومانى يحملها للتدليل على سلطته. الفاشية الآن تستعمل لوصف أى مذهب سياسى أو دينى يعتقد أتباعه أنهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة ويسعون لفرض معتقداتهم على الآخرين بالقوة.. للأسف هذا المفهوم للفاشية ينطبق على كثيرين من أنصار الإسلام السياسى، فهم يؤمنون بأنهم وحدهم الذين يمثلون الإسلام ويعتبرون كل من لا يوافقهم رأيهم معاديا للإسلام، وهم على استعداد كامل لأن يفرضوا أفكارهم بالقوة على الآخرين. بل إن تاريخ بعضهم حافل بجرائم الاعتداء على الكنائس والأضرحة وإحراق محال الفيديو ونهب محال الأقباط بل وجرائم قتل راح ضحيتها الرئيس أنور السادات وسياح أجانب ومواطنون مصريون أبرياء.. يكفى أن ترى كيف يتعامل هؤلاء الفاشيون مع الأقباط ومع الوطنيين الليبراليين،
 كيف يكرهونهم ويحتقرونهم ويكيلون لهم الشتائم والاتهامات.. كيف يتحدث هؤلاء الفاشيون عما سيفعلونه بمصر إذا وصلوا إلى الحكم: لن تكون هناك موسيقى ولا مسرح ولا سينما ولا أحزاب للمختلفين معهم.. لن تكون هناك سياحة وستتم تغطية الآثار المصرية العظيمة بالشمع.. لن يكون هناك أدب عظيم لأن أحد رموز الفاشية الدينية قال إن نجيب محفوظ (أحد أهم الروائيين فى العالم) مسؤول عن انحلال المصريين الأخلاقى بسبب رواياته الإباحية!!.. الفاشية الدينية تهدد مصر بالإظلام التام وهى تستغل مشاعر المصريين الدينية للوصول إلى الحكم. إذا كنت مرشحا عاديا فسوف تجتهد لإقناع ناخبيك ببرنامجك الانتخابى، أما الفاشية الدينية فهى لا تقدم برنامجا، وإنما تقول للناس إذا كنتم مسلمين فنحن الإسلام وإذا لم تنتخبونا فأنتم علمانيون كافرون…
المشكلة هنا أن الفاشية الدينية ليست صناعة مصرية خالصة وإنما تتدفق عليها أموال النفط الوفيرة.. هناك مقال مهم للسيد كورتين وينزر، وهو دبلوماسى أمريكى كان مبعوثا فى الشرق الأوسط، نشره فى مجلة ميدل إيست مونيتور (عدد يونيو ٢٠٠٧).. ذكر السيد وينزر أنه فى عام ٢٠٠٣ أثناء جلسة استماع فى مجلس الشيوخ تبين أنه «خلال عشرين عاما فقط أنفقت السعودية مبلغ ٨٧ مليار دولار من أجل نشر الوهابية فى العالم».. علينا أن نضيف إلى هذا الرقم ملايين الدولارات المتدفقة من جماعات وهابية غير حكومية تنتشر فى الخليج.. إن الجماعات السلفية الوهابية تنفق الآن ببذخ خيالى من أجل الوصول إلى الحكم، حتى إنها توزع مئات الأطنان من الأغذية بأسعار رمزية، بل إن أحد الأحزاب الوهابية افتتح أكثر من ٣٠ مقرا فى مدينة الإسكندرية وحدها خلال بضعة أشهر.. أليس من حقنا كمصريين أن نعرف من يمول هذه الأحزاب؟.. الغريب أن المجلس العسكرى الذى يتابع بدقة تمويل منظمات المجتمع المدنى لم يفكر مرة واحدة فى فحص تمويل الأحزاب السلفية.. هل يتمتع السلفيون بمنزلة خاصة لدى المجلس العسكرى تجعله يتحرج من فحص مصادر تمويلهم ؟!..
 إن الثورة العظيمة التى صنعها المصريون بدمائهم تواجه خطرين.. أولا: مؤامرات فلول النظام السابق من أجل إحداث الفوضى وعرقلة التغيير بأى ثمن حتى تتحول الثورة إلى مجرد انقلاب يكتفى بتغيير رأس السلطة مع الإبقاء على النظام القديم.. الخطر الثانى هو أن يصل الفاشيون إلى الحكم عن طريق الانتخابات.. فإذا كان رأى مشايخ السلفيين المعلن أن الديمقراطية حرام وكفر، وإذا كانوا وقفوا ضد الثورة وحرموا الخروج على الحاكم، فلنا أن نتوقع أنهم يستعملون النظام الديمقراطى باعتباره مجرد سلم إلى السلطة، يصعدون عليه ثم يركلونه حتى لا يستعمله أحد بعدهم. إن مبادئ الإسلام العظيمة لن تتحقق إلا بدولة مدنية حقيقية تتسع لكل المواطنين بغض النظر عن أفكارهم وأديانهم.
الديمقراطية هى الحل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق